التوحد الإلكتروني

هناك أمراض كثيرة في مجتمعنا , وليس كل مرض عضوي , هناك أمراض اشد وطأة من الأمراض العضوية ,
قد تكون أمراض نفسيه , هي عقد وإضطرابات حقيقة تؤثر في الشخص دون أن يعلم أو يشعر بذلك ,
هناك مرض إسمه ( التوحد الإلكتروني ) ولا أعلم هل سبقني أحد في هذا المسمى أو أنه من عندي أنا ,
لا مشكلة فالمسميات مجانية ولا ذكاء ولا فضل في إختراعها , بل العبرة في كيفية التعاطي معها وتوضيحها ,
التوحد الإلكتروني مرض يصيب مدمني النت تحديدا ً , يعزلهم عن العالم الخارجي لدرجة الإنطوائية والوهم ,

عندما تدمن النت لشيء مفيد لا مشكلة , ولكن عندما تدمن هذه التقنية للعبث بلا فائده يكون هذا مرض آخر ,
إذا ً نحن أمام نوعين من المرض ,
إدمان النت بلا فائده ولنضع له مسمى : الضياع الإلكتروني
والمرض الآخر هو : التوحد الإلكتروني

الضياع مسبباته الكبت وإنعدام الثقافة , ونحن عندما نتكلم عن الثقافه لا نقصد المعلومات بقدر ما نقصد الفهم الصحيح للمفاهيم
المفاهيم هي الشيء الأساسي وهي السبب الرئيسي لكل مرض نفسي لدينا في الواقع أو النت ,
فنجد من يخلط بين الحرية والإنحلال , وهذا سوء فهم أو مفاهيم
ونجد آخر لا يميز بين الفخر والعنصرية وهذا سوء فهم أيضا ً ,
ونجد من لا يميز بين الغرور والطموح ,
كما نشاهد كثيرا ً من لايميز بين الجدل والنقاش ,أو النقاش والإستعراض ,وكل هذا سوء فهم للمفاهيم

عندما نسيء فهم أي مفهوم نكون قد سلكنا المسلك الخاطيء , ونكون إستخدمنا كل طاقة لدينا للا شيء وبلا مقابل ,
فنجدها تجلب لنا العداء ونفور الناس من حولنا , وقد نشاهد إستنكار آخرين أو كثيرين ,

من هذه المقدمه أستطيع أن اشرح ما لدي من وجهة نظر متواضعه أو تشخيص متواضع ,

بسبب خلطنا للمفاهيم نكون قد ضعنا إلكترونيا واضعنا الطريق الصحيح , فنتجه بلا شعور وبلا ان ندري لمرحلة الضياع الإلكتروني ,
في هذه المرحلة التي تسمى الضياع الإلكتروني نكون قد إتجهنا لكل ما هو عبثي , ظنا ً منا أنه المسلك الصحيح ,
وذلك من خلال تركيزنا على مواقع بلا محتوى , وبلا فائدة , نتجه لمواقع ساقطه , نسقط معها في كل مستنقع ونجد من هم على شاكلتنا ,
هناك نحاول أن نبحث عن ذاتنا من خلال معطيات سقيمة , وبناء على قراءة خاطئة للأمور ,
نقبع في هذا المستنقع إلى ماشاء الله , حتى نصل مرحلة الإنعزال أو التوحد الإلكتروني ,
حالة التوحد الإلكتروني هي أن يترك الشخص أهله وواقعه لكي يتفرغ أو يضيع في مكان ما ,
يدفع من أجل ذلك المال , ويهدر الوقت , ولا يجد نفسه شيء بلا تلك المواقع أو الأماكن ,
رواد تلك الأماكن لا يجيدون سوى الإستعراض , والروابط الغنائية ,وترديد الحكم والأمثال ,
ينتقدون العالم أجمع , لا حرمة لشيخ دين أو رجل سياسة أو شخصية عامه من أقلامهم ,
أمثالهم العليا سقيمة مثلهم , ودائما ً ما تكون شخصيات شاذه تخالف الناس بكل شيء لكي تعرف مثل ( فوزية الدريع ) وطقتها,
بغض النظر عن كل شيء لدينا سؤال لهم , ماذا قدمتم ؟ ما هو إنتاجكم ؟
الإجابة : لاشيء سوى العبث وإهدار الوقت والإنعزال ,
العجيب أن تشاهد شخص متعب نفسه ومشتري جهاز محمول ومشترك بكونكت عشان شات وماسنجر وبلياردو فقط !
وإلا بنت واصله ليلها بنهارها مقابله جهازها ومسنتره على شات أو مسن !
قمة التجويف والمرض النفسي , وتسألهم يقولون نضيع وقت , وش وقتكم هذا اللي فيه 24 ساعه وقت فراغ !!
وإلا واحد كل ما نقرر نروح مكان سواء كوفي شوب أو غيره يشترط وجود شبكة نت ,
وأنا على بالي أن الأخ وراه أشغال ولكن الصدمه لما اتفاجأ أنه داخل شات

ولا أعلم لماذا أتخيلهم أشخاص يعانون من سوء تغذية , حيث أنهم ( مرابطون )
أربعه وعشرون ساعه أمام الشاشه ينتظرون فرصه وعايشين على ( لوزين و حمضيات )
أحس أن رائحتهم نتنه , فـ هم طوال اليوم أمام الشاشة لا يفارقوها , لا أعلم متى ( يتروشون ) أو يستحموا ,
أعتقد أنهم ( شيون ) , ( جياكر ) , ( سحت ) أعتقد أن فيهم قبح جعلهم يهربون من الواقع ويبحثون عن فرصة بالنت ,
أظن أن لا شخصية لديهم لأنهم يتلونون كل فترة على حسب الحاجه والهوى ,
هؤلاء هم مرضى التوحد الإلكتروني ,
ولا أظن أن هناك أمل في علاجهم ,
لأن مرضهم مستعصي حتى الآن ,

خلاصة القول ,

الإنترنت فرصة لإستثمار الوقت وتطوير الذات وليس مرتعا ً لهدر الوقت و دفن الذات

نحمد الله أننا لسنا منهم , نحمد الله أن لدينا إنتاج فكري على الاقل ,
نحمد الله أننا لسنا فارغين , وأننا لسنا مجوفين من الداخل ,
نحمد الله أننا وبرغم أخطائنا لا نروج للرذيلة ولا نسلك مسلكها ,
نحمد الله أننا أشخاص لنا فكر متواضع يقرؤه ألوف من خلال منتديات سرب
نحمد الله أن لنا كيان نفاخر به ونجاهر به أمام محيطنا ولا ندخل كما يفعل غيرنا في مواقع سقوطه بالدس ,
نحمد الله على كل حال
نحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه

وسلام على العالمين

خلاصة القول ,

الإنترنت فرصة لإستثمار الوقت وتطوير الذات وليس مرتعا ً لهدر الوقت و دفن الذات