الاخوة الأعذاء يسعدني أن اقدم لكم هذا العمل
والذي
يتكون من 130 مشهد يتحدث عن واقع مصري نعيشه جميعا ورغم محاولاتي في
التحليق بخيالي لكنني لم أستطع أن اجاري الواقع والذي هو وبكل صدق أغرب من
الخيال
سوف أعرض على حضراتكم الجزء الأول من العمل وكذلك الجزء الأخير حتى أترك لإبداع ألاعضاء التحليق في سماء الخيال
فربما يستطيع أحدكم أن يصل بخياله أبعد مما وصلت اليه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
قبل الفيلم
شاب
جالس على كرسي وأمامه لوحة ويمسك بيده فرشاه ثم تقترب منه الكاميرا رويدا
رويدا وتلف متجهة للوحة التي يقوم برسمها .. اللوحة عبارة عن منظر لبحر به
سفينة تغرق ورجال ونساء وأطفال غرقى في البحر تتحرك الكاميرا وتتجه الى وجه
الشاب الذي ملأت الدموع عينيه ثم تنتقل فلاش باك لأحداث مضت في قلب البحر
وسفينة تغرق ومحاولات لانقاذ الناجون والشاب وسط الماء ينظر يمينا ويسارا
ويصرخ نااااادية .. وليد ...منى يمسك به مجموعة من فرق الانقاذ وهو مستمر
في الالتفات والصرخات .. نادية ..وليد... منى ــ
تعود
الصورة مرة ثانية لوجه عمر والدموع تتساقط من عينيه .. ثم ينزل تتر البداية
على مشاهد حيةلأهل ضحايا العبارة المصرية وهم متجمهرون عند الميناء..
مبارة نهائي أفريقيا 2006والجمهور يشجع.. ضباط الأمن يعاملون أهالي َضحايا
العبارة بمنتهى القسوة .. ومنهم من يفترش الأرض ومنهم من يسقط مغمي عليه من
هول الصدمة
مشهد 1
نهار داخلي ــــ شقة والده الحاج مصطفى.. المطبخ
شقة
متواضعة الاثاث ـ تليفزيون مفتوح .. المطبخ وبه الحاجة زينب وهي تطهي
الطعام وقد دخل عليها ابنها ذو السبع سنوات يا ماما أنا ميت من الجوع كل دا
بتحضري في الأكل .. يحاول أخذ بيضة فتخبطه أمه على يده قائلة ــ اصبر يا
واد بابا زمانه جي ــ روح اقعد مع عمر على بابا ما ييجي
الطفل نور : يا ماما هو بيكلم حد؟! .. انا باقعد معاه بالساعه مبيقلشي كلمة واحدة
جرس الباب نور :أهو سي بابا جه
قطع
مشهد2
نهار داخلي .. صالة المنزل
يجري على الباب وهو فرح
ثم يقوم بفتح الباب فيجد والده أمامه وبيده شنطة متواضعة يضعها أمام التليفزيون
فيحمله الحاج مصطفى بين يديه مصطفى : قلي بأه يا بطل .. ماما عاملالنا ايه النهارده ؟
نور : يعني يا سي بابا منتاش شامم الريحة
تدخل زينب عليه وفي يديها فوطة
تمسح بها يديها زينب : عملت ايه يا ابو عمر .. يارب تكون صرفت التعويض
عليه علامات الحزن
مصطفى : صرفته يا زينب .. صرفته .. انتي بتسمي دا تعويض .. ربنا معاك يا
عمر يا ابني ..الدموع تتساقط من عينيه.. من يوم المصيبة دي وهو منطقشي
بكلمة
زينب والدموع تتحبر في عينيها : مسكين يا حبيبي .. مراته وابنه وبنته .. ربنا ينتقم من اللي كان السبب
ربنا يكرمه حسين صاحبه اللي كان معاه في العبارة .. هو اللي بيجي يقعد معاه كل يوم ويخفف عنه
يقترب الطفل نور من التليفزيون
وهو يلعب ويلهو ثم يزيد من صوت التليفزيون بشكل كبيرعلى أحدى أغاني الاطفال
جرس
تليفون .. تقوم زينب برفع السماعه .. ألو ...وطي يا ود التليفزيون شوية
خليني أسمع.. اهلا يا حسين يا ابني .. أهو قاعد في اوضته ..أه والنبي يبني
مش عايز يخرج
قطع
مشهد 3
نهار داخلي ــ صالة شقة
صالة متواضعه وأساساتها بسيطة حسين : الله يكون في عونه يا طنط .. الصدمة صعبة كتير عليه .. اه .. اه
تخرج سعاد زوجته من المطبخ وفي يدها كوب شاي سعاد : الشاي يا حسين
حسين : .. طبعا يا طنط عمر أكتر من أخ ومش ممكن اسيبه
قطع
مشهد 4
نهار داخلي .. صالة الحاج مصطفى
زينب : أنا عارفه يا ابني.. ربنا يخليكو لبعض .... طبعا يا حبيبي .. انت تش....
وفجأة يفتح الباب بعد دفعه من
الخارج ويدخل ثلاثة ملثمون
وفي يد كل واحد منهم سلاح
تصرخ زينب وتفلت سماعة التليفون من يدها .. فيسمع صوت حسين من الهاتف .. ألو .. ألو طنط في ايه يا طنط .. الو
يتقدم واحد منهم ويخاطب مصطفى بعد أن يضع سماعة الهاتف في مكانها ثم يجزبه اليه قائلا
الملثم : فين التعويض يا مصطفى ؟
مصطفى وقد ارتسمت على الجميع علامات الرعب : تعويض ايه ؟
قطع
مشهد5
نهار داخلي.. صالة منزل حسين
حسين وهو ما زال يمسك السماعه .. ألو ألو
ثم يلقي السماعه ويتوجه مسرعا نحو الباب
سعاد و الفزع على وجهها : في اي يا حسين
حسين وهو متوجه نحو الباب مسرعا .. مفيش .. مفيش يا سعاد ..
سعاد : طيب رايح فين
حسين : جاي .. جاي يا سعاد
ثم يخرج مهرولا
قطع
مشهد 6
نهار داخلي.. صالة الحاج مصطفى
الملثم : تعويض ايه ؟! انت هتسطعبت ؟!!
تعويض الننوس ابنك .. انت مش أخدته من ساعه .. مش
صارف 900 باكو .. يعني 900 ألف أهيف ..
ا حنا هنسبلك منهم 100 باكو .. واحنا حلال علينا الباقي .. صح ولا ايه يا رجاله
أحد الملثمين : كتير عليهم 100 باكو يا كبير
كبيرهم : هو صحيح كتير .. لكن أعمل ايه لطيبة قلبي
و مصطفى مهما كان راجل طيب ويستاهل كل خير
يصرخ نور : ماما ماما
أحد الملثمين : اسكت ياد لخلي السكينة دي تسبح في بطنك
ثم يقوم بوضع يده فوق فم الطفل
قطع
مشهد7
نهار داخلي .. غرفة عمر
يظهر عمر وهو
منهمك في رسم اللوحة وصوت التليفزيون يملأ الغرفة وتقترب الكاميرا من وجه
عمر والدموع مستمرة في النزول .. ثم تعود الكاميرا لزكريات عمر فلاش باك مع
زوجته وابنه وابنته وهو يداعبهم وزوجته من خلفه تضع يدها على كتفيه
والسعادة الغامرة تملأ المكان
قطع
المشهد 8
نهار داخلي ــ صالة البيت
الملثم : اسمع يا مصطفى أنا مش عايز أأزيك ولا أأذي ابنك ولا الست الطيبة دي .. ادينا الفلوس ويا
دار ما دخلك شر .. والا ...
يقترب اثنين من الملثمين من ابنه وزجته زينب ويمسكان بهما وقد وضعا سكينا على رقبة كلا منهما
قطع
مشهد9
نهار داخلي .. غرفة عمر
عمر منهمك في رسم اللوحة وصوت التليفزيون يجعله لا يسمع ما يدور بداخل الصالة
قطع
المشهد 10 ...
نهار داخلي ــ صالة البيت
مصطفى موجها حديثه لكبير الملثمين : حرام عليكم يا ظلمه .. انتو ايه ؟ مش مكفيكو اللي حصل
لابني حتى التعويض مستكترينه عليه .. انتومش ممكن تكونو
بنأدمين.. انتو كلاب سعرانه
يقترب من الملثم ويحاول ضربه .. فيتفادى الملثم الضربه ثم يركله بقدمه فيسقط مصطفى ارضا
يشاهد الملثم شنطة على طربيزة بجوار التليفزيون .. يقترب منها ويقوم بفتحها فيجد بداخل اللفة نقود التعويض
كبيرهم وهو يشم ما بداخل الشنطة : برفان يا اخواتي
يهجم عليه الحاج مصطفى وهو يصرخ : يا اولاد الكلب
فيقوم الملثم بطعنه في بطنه فيسقط أرضا .. تحاول زوجته اللحاق به وهي تصرخ : مصطفي
يصرخ نور : بابا .. ماما
فيوميئ الملثم بعينيه لزملائه فيقوموا بالقضاء على زينب .. ونور .. ثم يقوم بنزع سلسلة كانت حول عنق زينب وبعدها يهموا بالخروج
صوت وصورة التليفزيون يظهر بوضوح على اغنية من أغاني الاطفال
قطع
المشهد11
نهار داخلي .. غرفة عمر
يقوم عمر من كرسيه بعد أن يضع الفرشاة جانبا ويتجه نحو الباب خارجا
قطع
المشهد12
نهار داخلي .. صالة البيت
وقد توجهت الكاميرا نحو باب غرفة عمر اثناء خروجه الى الصالة
يقف عمر على باب
الغرفة وينظر في اتجاهات الصالة فيرى كرسي ملقى على الارض وترابيزة أيضا
ملقاه ويستمر في تحريك عينيه وقد ارتسمت علامات الخوف رويدا ثم تحولت الى
زعر عندما وجد اخيه وامه ملقيان على الارض
فاندفع نحوهما وأمسك برأس امه فوجدها ميته
فاندفع نحو أخيه وأمسك برأسه فوجده ايضا ميتا ثم سمع همهمة : عمر
فالتفت بوجهه نحو الصوت فوجد والده يتنفس بصعوبة بالغة فأمسك برأسه والدموع تسقط منهمرة .. غير مصدق
مصطفى يتحدث بصعوبة بالغة :عمر.. سرقوا منك كل حاجة يا ابني.. كل
حاجة ..
يموت مصطفى وهو ينظر الى ابنه فيصرخ عمر بصوات عالي مع صدى صوت مرتفع : لأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ
يدفع حسين الباب ويدخل فيجد رأس الحاج مصطفى في صدر عمر وهو يبكي
تتساقط الدموع من عيني حسين ويقترب من عمر
ينظر اليه عمر في حزن شديد ويقول .. سرقوا مني كل حاجة يا حسين ..سرقوا مني كل حاجة .. كل حاجة
قطع