Mohammed ::! عاشق فضى !::
تاريخ التسجيل : 04/03/2010 رقم العضويه : 1 عدد المساهمات : 419 العمر : 34
| موضوع: عاشِقٌ .. في غرفة العمليات !! الثلاثاء فبراير 08, 2011 8:03 am | |
| هذه القصص مقتطفه من كتاب عاشق .. في غرفة العمليات !! لفضيلة الشيخ :
د.محمد بن عبد الرحمن العريفي
[center]إنا وجدناه صابراً كان أيوب عليه السلام .. صاحب مال وجاه وزوجات وأولاد .. وكان رجلاً قد رفع الله قدره فجعله نبياً .. في لحظة من ليل أو نهار .. فقد أهله وولده وماله .. ولم يبق معه إلا زوجة واحدة .. ثم ازداد عليه البلاء .. فأصابه مرض عضال .. تعجب منه قومه .. وخافوا من عدوى مرضه .. فأخرجوه من بينهم .. فعاش في خيمة في الصحراء .. قد هدّه المرض .. وتقرّح جسده .. وعظم ضُرُّه .. وتركه الناس فلم يقربوه .. أما مرضه فقد سُئل المفسر مجاهد رحمه الله .. فقيل له : ما المرض الذي أصاب أيوب .. أهو الجدري ؟ فقال : لا .. بل أعظم من الجدري .. كان يخرج في جسده كمثل ثدي المرأة .. ثم ينفقئ فيخرج منه القيح والصديد الكثير .. وطالت سنين المرض بأيوب عليه السلام .. وهو جبل صامد .. وفي يوم هادئ .. بكت زوجته عند رأسه .. فسألها : ما يبكيك ؟ قالت : تذكرت ما كنا فيه من عز وعيش .. ثم نظرت إلى حالنا اليوم .. فبكيت .. فقال لها : أتذكرين العز الذي كنا فيه .. كم تمتعنا فيه من السنين ؟ قالت : سبعين سنة .. فقال : فكم مضى علينا في هذا البلاء ؟ قال : سبع سنين .. فقال : فاصبري حتى نكون في البلاء سبعين سنة .. كما تمتعنا في الرخاء سبعين .. ثم اجزعي بعد لك أو دعي .. ومر عليه الزمان .. وهو يتقلب على فراش المرض .. لكنه كان بطلاً .. نعم لو مررت به وهو مريض .. ولحم جسده يتساقط لرأيت أنك تمر بجبل صامد .. لا تزعزعه الأعاصير .. ولا تحركه الرياح .. لسان ذاكر .. وقلب شاكر .. وجسد صابر .. وعين باكية .. ودعوة ماضية .. لم يفرح الشيطان منه بجزع .. وفي ساعة من نهار .. مر قريباً منه رجلان .. فلما رأيا ضره ومرضه .. قال أحدهما للآخر : ما أظن الله ابتلى أيوب إلا بمعصية لا نعلمها .. عندها رفع أيوب عليه السلام يده .. و.. ( نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) .. فلما نظر الله إليه .. نظر إلى عينين باكيتين .. ما نظرت إلى حرام .. ويدين داعيتين .. ما لمست حراماً .. ولا امتدت إلى حرام .. ولسان حامد .. ورأس راكع ساجد .. عندها هزت دعواته أبواب السماء فقال الله : ( فاستجبنا له وكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ) .. وأثنى الله عليه فقال: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ .. وما أجمل أن ينظر الله إليك أنت في مرضك .. فيراك صابراً محتسباً فترتفع إلى درجة ( نعم العبد ) ..
عروة بن الزبير !! عروة بن الزبير كان من كبار التابعين .. فهو ابن الصحابي الجليل الزبير بن العوام .. أصيبت رجله بالآكلة .. فجعلت عظامه تتآكل ويسقط عنها اللحم .. فرآه الأطباء .. فقرروا قطع رجله حتى لا يمتد المرض إلى بقية جسده .. فلما بدؤوا يقطعونها أغمي عليه .. فقطعوها .. وألقوها جانباً .. فبدأ نزيف الدم يشتد عليه .. فغلوا زيتاً ثم غمسوا عروق الرجل فيه حتى توقف الدم .. ثم لفوا على الرجل خرقة .. وانتظروا عند رأسه فلما أفاق .. نظر إلى رجله المقطوعة ملقية في طست .. تسبح في دمائها .. فقال : إن الله يعلم أني ما مشيت بك إلى معصية قط وأنا أعلم .. فبدأ الناس يدخلون عليه ويعزونه في رجله .. ويصبرونه على مصابه .. فلما أكثروا عليه الكلام .. رفع بصره إلى السماء .. وقال : اللهم كان لي أطراف أربعة ..فأخذت طرفاً وأبقيت ثلاثة .. فلك الحمد إذ لم تأخذ ثلاثة وتترك واحداً .. اللهم ولئن ابتليت فلطالما عافيت، ولئن أخذت لطالما أبقيت وكان حوله أولاده السبعة .. يخدمونه .. ويسلونه .. فدخل أحدهم إلى أصطبل الخيول لحاجة .. فمر وراء حصان عسيف فثار الحصان وضرب الغلام بحافره .. فأصابت الضربة أسفل بطنه .. فمات .. ففزع من حوله إليه .. وحملوه .. فلما غُسل وكفن .. جاء أبوه يتكئ على عكاز ليصلي عليه .. فلما رآه قال : اللهم إنه كان لي بنون سبعة .. فأخذت واحداً وأبقيت ستة .. فلك الحمد إذ لم تأخذ ستة وتترك واحداً .. اللهم ولئن ابتليت فلطالما عافيت، ولئن أخذت لطالما أبقيت .. فما أجمل هذا الرضا .. كم من الناس يمرض بطنه فيجزع ويصيح .. وينسى سلامة رأسه ورجله .. وكم منهم من تمرض عينه .. فينسى سلامة لسانه وأذنه .. فاحمد الله على أن ابتلاك بمرض واحد .. ولم يجمع عليك عشرة أمراض .. والتفت إلى من حولك من المرضى واحمد الله الذي عافاك مما ابتلاهم به ، وفضلك على كثير ممن خلق تفضيلاً .. لا .. ولا يكفينا منك ذلك ، فالمؤمل فيك أكثر .. نريد منك أن تكون مهدياً هادياً .. صابراً مصبّراً .. لا ترى مريضاً منكسراً إلا جبرته .. ولا حزيناً إلا أفرحته .. ولا متشكياً إلا وعظته .. فتكون – وأنت مريض – منار خير لغيرك .. وأنت أهل لذلك بإذن الله ..
للمرض سببان !!
صاحبي كان مشهوراً بقراءة الرقية الشرعية على المصابين بالأمراض النفسية .. وربما قرأها على المصابين بالسحر والعين .. قال لي : جاءني يوماً أحد كبار التجار .. يشكو ألماً شديداً في يده اليسرى .. كان واضحاً أن الألم شديد .. وجه شاحب .. وعينان زائغتان .. جلس بين يدي بكل كلفة ثم قال : يا شيخ اقرأ علي !! قلت : مم تشكو ؟! قال : ألم شديد .. لا أعرف سببه .. راجعت الأطباء .. المستشفيات .. التحاليل .. كل شيء سليم .. لا أدري ما أصابني .. لعلها عين سبقت إليَّ .. قرأت عليه الرقية .. ودعوت له .. وجاءني في اليوم الثاني وقرأت ودعوت .. واليوم الثالث كذلك .. والرابع .. وطالت الأيام .. والمرض لا يزداد إلا شدة .. فصارحته يوماً : يا فلان .. قد يكون ما أصابك بسبب دعوة من مظلوم آذيته في ماله أو نفسه أو عرضه .. أو .. فتغير وجهه وصرخ بي : أظلم !! أظلم ماذا .. أنا رجل شريف .. أنا .. أنا .. هدأت من غضبه .. واعتذرت .. ثم خرج .. جاءني بعد عشرة أيام .. فإذا هو في صحة تامة .. أصرّ على أن يقبل رأسي ويدي .. ثم قال : أنت والله سبب شفائي بعد توفيق الله .. قلت : كيف .. والقراءة لم تنفع معك .. قال : لما خرجت من عندك جعل الألم يزداد .. وجعلت كلماتك ترن في أذني .. نعم قد أكون ظلمت أحداً أو آذيته .. فتذكرت أني لما أردت أن أبني قصري .. كان هناك أرض ملاصقة له فأردت شراءها لأجعلها حديقة للقصر .. وكانت الأرض ملكاً لأيتام وأمهم .. أرسلت إليها أطلب شراء الأرض .. فرفضت .. وقالت : وماذا أفعل بالمال إذا بعتها .. بل دعوا الأرض على حالها .. حتى يكبر الأولاد ثم يتصرفون بها .. حاولت إقناعها .. أغريتها بالمال .. فأبت .. لكن الأرض كانت نهمة بالنسبة إليّ .. قلت : فماذا فعلت ؟ قال : أخذت الأرض - بطرقي الخاصة - .. واستخرجت لها إذن بناء من الجهات المختصة – أيضاً بطرقي الخاصة - .. وبنيتها .. قلت : والمرأة ؟ والأيتام ؟ بلغها الخبر .. فكانت تأتي وتنظر إلى العمال يشتغلون في أرضها .. وتسبهم وتبكي .. وهم يظنونها مجنونة .. فلا يلتفتون إليها .. وأذكر أنها كانت ترفع يديها وتدعو وهي تبكي .. ومنذ ذلك الحين بدأت في يدي آلام لا أنام منها في الليل .. ولا أرتاح في النهار .. قلت : طيب .. وماذا فعلت لها ؟ قال : ذهبت إليها .. واعتذرت منها .. وبكيت .. وأعطيتها أرضاً في موقع آخر أحسن من الأرض الأولى .. فرضيت ودعت لي واستغفرت .. وخرجت من عندها .. ولجأت إلى الله بالدعاء وطلب المغفرة .. حتى بدأ الألم يتلاشى شيئاً فشيئاً .. حتى زال ولله الحمد .. انتهت القصة .. ولا أعني بإيرادي لها أن كل مرض يقع فهو عقوبة من الله لعبده .. كلا فلقد مرض النبيون والصالحون .. ولكن الذي أعنيه أن المرض يخرج الله به من العبد الكبر والعجب والفخر .. فلو دامت للعبد جميع أحواله .. مال .. جاه .. صحة .. أولاد .. لتجاوز وطغى .. ونسي المبدأ والمنتهى .. ولكن الله يسلط عليه الأمراض والأسقام .. فيجوع كرهاً ويمرض كرهاً .. ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً .. ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً .. أحياناً يريد أن يفهم الشيء فيجهله .. ويريد أن يتذكر الشيء فينساه .. وأحياناً يشتهي الشيء وفيه هلاكه .. ويكره الشيء وفيه حياته .. بل لا يأمن في أي لحظة من ليل أو نهار أن يسلبه الله ما أعطاه من سمعه وبصره .. أو من يدري !! ربما اختلس الله عقله .. أو سلب منه جميع نعمه .. فأي أحد من أذل العبد المتكبر لو عرف نفسه !! ومن هنا سلط الله على العبد الأمراض والآفات .. لينكسر ويقبل على الله .. وهذا هو السر في استجابة دعوة هؤلاء : المريض .. والمظلوم .. والمسافر .. والصائم .. وذلك لقربهم من الله وانكسار قلوبهم فغربة المسافر .. وتعب الصائم .. وذل المظلوم .. وآلام المريض .. فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه ..
المرضى أنواع سافرت إلى هناك في رمضان .. كان الجو شديد البرودة فكنا نجتمع في قبو المركز الإسلامي نصلي التراويح .. ثم ألقي عليهم الدرس اليومي .. وكان يأتي به أحد أولاده .. يدفعه على عربة .. كان شيخاً كبيراً عاجزاً عن المشي .. فقدته ليلة من الليالي .. فقلت لعل برودة الجو والأمطار حالت بينه وبين الصلاة في المسجد .. فمرت الليلة الثانية .. والثالثة وهو لم يأتِ .. سألت ولده عنه .. فأخبرني أنه أصيب بوعكة صحية .. وهو منوّم في المستشفى منذ ثلاثة أيام .. اتفقت مع بعض المصلين أن نزوره عصر الغد .. ذهبنا إلى المستشفى .. دخلنا .. كان مظهرنا ملفتاً للنظر .. أنا ألبس ثوباً .. وأخر يلبس قميصاً طويلاً .. وثالث يلبس بنطالاً .. سألتنا إحدى الممرضات .. هل أنتم جميعاً أولاده ؟ قلنا : لا .. قالت : إذن أنتم جمعية خيرية .. قلنا : لا .. قالت : إذن من أنتم ؟ ولماذا جئتم جميعاً إليه ؟ ومن دفع لكم تكاليف المواصلات ؟ لم أستغرب تعجبها .. فهي تعودت أن يمكث الشيخ الكبير في المستشفى الشهرين والثلاثة .. ولا يزوره أحد .. بل قد يموت ويتولى المستشفى تكفينه ودفنه .. وأولاده لا يسألون عنه .. أفهمناها أننا مسلمون .. وأنه أخ لنا في الإسلام .. مضينا إلى غرفة صاحبنا .. وبقي أحد الإخوة معها يحدثها عن الإسلام .. دخلنا على أبي عماد .. كان شيخاً كبيراً .. آثار المرض عليه بادية .. قبلت رأسه .. فبكى .. قلت له كيف حالك .. قال : الحمد لله .. لا أستطيع الصوم لكني أقرأ القرآن وأذكر الله قدر استطاعتي .. ومضى الشيخ يتحدث بصوت يقطعه البكاء عن شوقه إلى المسجد .. وصلاة التراويح .. والإخوة يصبرونه .. أخذت أنظر في غرفته .. فلفت نظري شيخان كبيران .. طويلان .. من أهل هذه البلاد .. أوروبيان .. لم أكن أتقن لغتهم .. أرسلت أحد الإخوة يسلم عليهما .. ويسألهما عن حالهما .. كانا متعجبين منا .. والغريب أنهما سألانا الأسئلة نفسها التي سألتنا الممرضة .. من أنتم .. أي جمعية خيرية .. فلما أخبرناهم أنه لا قرابة بيننا وبينه إلا قرابة الدين .. وأنه لا يدفع لنا أجراً على زيارتنا .. جعل كل منهما ينظر إلى الآخر ويتعجب .. أذكر أن أحدهما قال متفاخراً على صاحبه : أنا ابنتي أرسلت لي بطاقة معايدة في العيد المنصرم ..!! رجعت إلى صاحبي مودعاً .. وكان الرجلان يرمقانني من بعيد .. فسألته عنهما .. هل بينكم أحاديث ومسامرة ؟ فقال : هذان يا شيخ يقضيان وقتهما بأعجوبة .. قلت : كيف ؟! قال : ينامان إلى العصر .. فإذا استيقظا .. فإذا هما جائعان .. فتحضر لهما الممرضة الطعام .. فإذا شبعا بدءا يتأففان .. ويسخطان ويسبان .. فإذا ملأ صراخهما المستشفى .. جاءت الممرضة إلى كل منهما بزجاجة خمر .. وأظن أن فيها منوّم .. فيشربانها .. وينامان إلى غد عصراً ..!! ثم يستيقظان .. ويعيدان البرنامج نفسه ..
الجزع من المرض كان من طلابي في الكلية .. عمره قد قارب الأربعين .. وكنت أظنه لم يتجاوز الخامسة والعشرين .. فقدته أياماً .. ثم رأيته .. فسألته عن غيابه .. فقال : ولدي مريض .. وكنت أتابع علاجه .. قلت : عسى الله أن يشفيه .. لكن ماذا أصابه .. قال : أصابه تسمم في الدم .. وأثر على الكبد والدماغ .. والآن انتشر المرض في جسده .. قلت : الحمد لله على كل حال .. وأبشر بالأجر العظيم .. حتى لو قد الله وفاته .. فأبشر فإن الصغير يشفع في والديه .. فقال : يا شيخ .. صغير ماذا ؟!! عمره سبع عشرة سنة .. قلت : الحمد لله .. الله يطرح البركة في إخوانه .. فكتم عبراته وقال : يا شيخ .. ليس عندي من الذرية إلا هذا الولد ..!! لكني ولله الحمد يا شيخ .. صابر محتسب .. وكل شيء بقضاء وقدر .. بالله عليك قارن بين هذا الصابر .. وبين فريق من الجزعة الضعفة الخورة .. من ضعيفي الإيمان .. عديمي التحمل .. الذين لا يصبرون ولا يحتسبون ..
حبة صغيرة .. فقط !!!
قالت الدكتورة أريج : طرقت ْ باب العيادة أدباً منها وقد أذنت لها الممرضة بالدخول .. يرافقها زوجها وابنتها .. تتأملها فتراها امرأة في العقد الرابع من عمرها ممتلئة الجسم قليلاً .. مهتمة بنفسها بشكل واضح .. جلست على الكرسي .. وبدأت الحديث .. يا دكتورة .. أحتاج رأيك في المشكلة التي أعاني منها منذ زمن طويل .. ابتسمتُ مشجعة لها أن تبدأ .. وأخذت تفصل لي في الأمر الذي أرهقها منذ سنين طويلة .. حبوب في وجهها .. وقد دارت على الكثير من الأطباء ومراكز التجميل المختلفة لمعالجتها .. وهاهي الآن تستخدم دواءً منذ أشهر وهذا النوع من العلاج معروف بأن متابعته الدقيقة مهمة جداً كي لا يؤثر على الكبد .. قلت ُ لها .. أين هذه الحبوب ..؟ لم تريني مكانها وإنما استمرت في سرد معاناتها المادية والنفسية خلال فترة العلاج .. وأنها تعبت فعلا .. كررت ُ سؤالي مرة أخرى ..( هلا سمحتي لي أن أفحص الحبوب التي تقصدين ؟ ) .. عندها كشفت ما تبقى من وجهها ..!! وأنا أكاد أمسح عيني شكاً فيما رأيت؟ عفواً ..؟؟!! أين الحبوب التي تقصدينها يا عزيزتي ؟ قالت لي : هاهي يا دكتورة ؟ إنها حبة واحدة فقط !! أنظر مرة أخرى .. إنها حبة صغيرة جداً لا تكاد تُرى .. قلت لها ..أهذا ما يزعجك الآن ..؟ قالت : نعم يا دكتورة .. أنا تعبانة نفسيا منها ، أرجوك أن تساعديني ..؟!! عجباً .. قلت لها : لكني أرى وجهك بحالة ممتازة .. قاطعتني .. أوووه .. لا.. لا يا دكتورة ...إنه ليس بحالة طيبة ، وأنا غير مقتنعة !! تمالكت نفسي طويلا ، وبقوة .. فقد كنت أفحص قبلها .. من هم في حالٍ أسوأ ...وقد ابتلاهم الله جل وعلا ..بأمراض شديدة ..لا علاج لها .. ولا أجدهم إلا شاكرين حامدين صابرين .. قلت لها بصوت بطيء : يا عزيزتي أنا لا أرى أن الأمر بهذا السوء الذي تتخيلنه .. حتى الدواء الذي تستخدمينه الآن ..لا أرى له أي داعٍ ، يمكنك أن تتوقفي عن تناوله اليوم ، وهذه الحبة .. الصغيرة جداً .. لا أريدها أن تأخذ من حيز اهتماماتك الكثير تفاءلي وانظري إلى الجوانب الجميلة والنعم الكثيرة التي وهبها الله لك ، واشكريه عليها .. بعد ثواني من الصمت .. قالت : دكتورة .. أريد أن أكمل العلاج ، أريد أن تختفي هذه الحبة .. و .. قاطعتها أنا هذه المرة .. حسناً يا عزيزتي القرار قرارك أكملي تناول العلاج .. ومتى أردتِ أن تتوقفي عنه ، مرحباً بك في العيادة .. كنت أتمنى أن يدللها زوجها أمامي ..فيقول لها : لا تحتاجين الدواء يا زوجتي إن الحبة صغيرة ولا تستحق هذا العناء .. فقد كنت أعرف أن تعليقه هذا سيكسر الكثير من الحواجز والمخاوف لكنه كان صامتاً طوال الوقت !! آآآه يا للرجال ..! ( ا.هـ عن د.أريج العوفي ) .
وأخيراً أخي المريض .. الطبيب .. المرافق .. كانت هذه جولة سريعة حول المرض
كتاب قيم اتمنى ان تقرأوه كاملا
هذه كما ذكرت مقتطفات
والكتاب يحمل قصصا ونصائح اخرى فاقتنوووه للفائده
[/center] | |
|